شادي صلاح الدين (لندن)

رغم تهديدات الرئيس التنفيذي لـ«الخطوط الجوية القطرية» أكبر الباكر بالانسحاب من تحالف «وان وورلد»، والاتهامات التي تواجهها الشركة من الشركات الأميركية حول انتهاكها اتفاقية السماوات المفتوحة، إلا أن الشركة القطرية مصرة على التسلل إلى السوق الأميركي مستغلة أموال الحكومة القطرية، في انتهاك صارخ لقواعد المنافسة العادلة في سوق الطيران العالمي.
وذكر موقع «سيمبل فلاينج» المتخصص في شؤون الطيران أن قطر تتطلع إلى الاستثمار في شركة طيران أخرى، حيث تمتلك «الخطوط القطرية» بالفعل حصصاً في العديد من شركات الطيران العالمية، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية و«إير إيطاليا»، مشيراً إلى أن مثل هذه الأنباء تدعو للدهشة لأن قطر تواجه مشاكل جمة حالياً مع عضويتها في «وان وورلد»، ناهيك عن خسائرها على مدار العام.
وفي حين من المفترض أن يعمل «وان وورلد» وفق مبدأ التعاون، فإن الخطوط القطرية تعمل في اتجاه معاكس، ما دفع باقي الشركات إلى الترحيب بفكرة مغادرتها التحالف. وأكد الموقع أن مغادرة الخطوط القطرية لا تمثل أي خسائر بالنسبة للتحالف العالمي، لكن على العكس فإن الجانب القطري هو الأكثر تضررا بتخليه عن مزايا التحالف الكثيرة، بسبب أطماعه في اختراق السوق الأميركي، وتحقيق مكاسب على حساب الشركات الأميركية، وأن ما دفعه للاستثمار وشراء أسهم في الشركات الأخرى هو محاولة الظهور أمام العالم بأنه أصبح «سيد قراره»، وغادر التحالف وهو في الواقع لا يزال متواجداً بسبب الاستثمارات في الشركات الأخرى.
وسبق أن ناقش الباكر الاستثمار في شركة طيران هندية. ومع وجود عدد هائل من السكان وسوق محلي قوي، فقد رأى فرصة هناك. لكن مع ذلك، لا يُعتقد أن خطة الاستحواذ على خطوط الطيران الجديدة هذه تشمل شركة طيران هندية، وفقاً للموقع، الذي قال إن القطريين يرغبون في شركة طيران في أميركا الشمالية، حيث الصراع مندلع بالفعل مع شركات الطيران الأميركية بسبب شراء القطريين لشركة «إير إيطاليا» وتوجيهها من خلف الستار لضرب السوق الأميركية، مشدداً على أن «القطرية» تبحث عن وسيلة للوصول إلى السوق الأميركي لبعض الوقت، وبأن تصبح أحد كبار المساهمين في الشركات الثلاث الكبرى (أميركان، المتحدة، دلتا).
وأشار الموقع إلى أنه إذا كانت قطر تستثمر في شركة طيران أميركية أخرى، فمن المحتمل أن تغادر تحالف «وان وورلد»، ولن تسمح شركة الخطوط الجوية الأميركية «أميركان إير لاين» لأي شريك بالعمل مع منافس. وتسبب السلوك القطري في دعوة شركات الطيران الأميركية، حكومتها للاعتراض على سلوك خطوط «القطرية» بموجب اتفاقية «السماوات المفتوحة». وهناك حالة من الاستياء بين الشركات الأميركية من خداع «القطرية» للسوق، عبر شركة «إير إيطاليا» من خلال الإعلان عن رحلات مباشرة من ميلانو إلى لوس أنجلوس ومن ميلانو إلى سان فرانسيسكو. وكانت «القطرية» سجلت خسائر فادحة بسبب توسعها في مقاصد كثيرة، والاستثمارات في شركات الطيران الأخرى، بجانب استمرار المقاطعة العربية، التي تمنع الخطوط القطرية من الطيران في الخليج، وتجبرها على اتخاذ مسارات طويلة تكلفها ملايين الدولارات، وتجعلها خيارا غير مفضل للركاب. وتوقع الكثيرون أن الخطوط القطرية قد تحتاج إلى خطة إنقاذ حكومية، رغم استمرار نفي الباكر. وبالإضافة إلى الحصول على حصة في شركة طيران جديدة، تخطط قطر لإطلاق سبعة خطوط جديدة في النصف الأخير من العام، في تأكيدات جديدة على الأموال الحكومية التي تتلقاها بالمخالفة لبنود المنافسة المفتوحة مع شركات الطيران العالمية.